السبت، 20 مايو 2017

الدبلوما دمعات ... واسئلة ليست للاجابه
كتابات في السياسة والفكر والفن  (٢٢)
نشرت في العدد٨من مجلة الطليعة الطلابية ٢٠١١م
     يوسف ارسطو (الدولة)
     امتحانات( التخرج) كلية الموسيقى والدراما .. امتحانات البكلاريوس حاليا .. الدبلوما كما كانت تسمى سابقا ، كانت تجمع ومهرجان ثقافي دون اعلان مهرجانيته ، بل يمكن القول انه اكبر من ذلك فعلى المستوى الاجتماعي يؤم تلك الفعاليات جمهور غفير ومتنوع تضيق بهم صالة المسرح وكثيرا ... وفي زمن قريب رأينا العشرات وربما المئات وقوفا فى ممرات المسرح وبعضهم لا يجد مكانا للوقوف حتى خارج الابواب والمنافذ الجانبيه ناهيك عن الممرات والمداخل ولا مبالغه اذا قولنا ان لجنة الامتحانات من الاساتذه لا تشق طريقها للاماكن المخصصه لها في الامام الا بعناء ورغم هذا هناك ثقافة مشاهده... لحظات صمت مطبق وتفاعل وانفعال غير مخل بقواعد اللعبه بل دافعا انفاسه لترفع من توتر الصاله والخشبه حالة دمج واتصال تجاوب وتصفيق واخذ وعطاء مع مشاهد ولوحات العرض والاداء المتميز للممثلين بل ليس صراخا بدون مناسبه كما حدث ويحدث الان لنسبه كبيره من الجمهور الحالي اذا جاز لنا ان نسميهم جمهورا لانهم اوضع  واقل من ان يوصفوا بذلك لان معظمهم ليس جمهورا اتى برغبه منه لمشاهدة العروض و الاستمتاع معها وبها وانما اتوا على سبيل ملء الفراغ وادعاء المجامله والذوق الرفيع الراقي ذوق هذا الفن الجميل فن التمثيل وانما هم طلاب معظمهم لم يأتى ها هناك برغبته وانما وجد نفسه بدافع قلت المجموع على حين غفله في خضم الفعل وبين المبدعين وبحكم الوجود القصري وعدم الموضوع واحترام هذا الفن كان هذا الصراخ والعويل (الجوطه) . ام الجمهور في السابق فقد كان يأتى خصيصا لهذه العروض من شتي اقاليم وامصار السودان وبعضهم من اعضاء واسر السفارات الاجنبيه  كما رأيت ذلك بأم عيني دافعهم حضور هذا الفعل المختلف والنبيل لتحلق ارواحهم لعدة ايام في عوالم الانسانيه وماجبلت عليه من حب وحقد وجبن وطمع وجشع وشجاعه ومرؤه ومواقف...الخ متجاوزين ومترفعين ومتناسيين الواقع المقزز ولا انساني . اما علي مستوى مايقدم من اعمال من حيث الموضوعات المتناوله قفد كانت  عميقه وغير سطحيه كما هو الآن تلامس قضايا الناس دون ان تخدش احد تقدم نقدا بناءا غير مرائى لانها فن بحق وانتاج مبدعين صغلهم البحث والعمل ذو سرائر ملأ بحب الانسانيه وما فطرت عليها مشخصين محلليين وعارفين نذواتها لذلك هم اقدر على تجسيدها بذات الحب دون ان تسيطر عليهم وتمحو ذواتهم لانهم ذوات بدماها ولحمها .. أقلهم حظا في التحصيل المعرفي والاكاديمي اعمق كثيرا من زملائهم في الجامعات والكليات الاخرى لهذا قوصدوا وهمشوا سنين عددا والان تحاك المؤامرات لاغتلاعهم من مكانهم بعد ان اقتسموه عنوه كما ضمت كلية الموسيقى والدراما لجامعة السودان عنوه  في السابق بدلا من جامعة الخرطوم التى تشبهها كثيرا في نضج تجارب الطلاب والجمعيات الثقافيه والنشاط السياسي والتحزب والحزبيه والروابط والاتحاد الذي تجاوز عمره نصف قرن من الزمان لذا هم قصدوا تكتيفها واغتيال المواهب في طلابها بترهيبهم وزرع الخوف في دواخلهم كيف لا وطلابها الحق وحقيقه يقفون ويتتبعون الانسانيه منذ فجرها الاول الي مابعد بعد الحداثه وصراع الانسان مع القدر صراعه مع الطبيعه صراعه مع بني جنسه وذاته والهيمنه والسيطره والقهر والاستقلال واستخدام الدين من اجل السلطه وتغيير الوعى وغسل العقول مستفدين ومتمعنين فى كل المعارف والفلسفات البشريه وما ابدعته من ادوات في سبيل ان توجد وتكون فماذا حدث؟ وكيف حدث؟ وتحول هذا المهرجان التظاهره الثقافيه والاجتماعيه والفنيه والفكريه الي مجرد امتحان روتيني وكيف تحول هذا الصرح العتيق الى مجرد مدرسه يفتقر معظم طلابها الي العمق وابجديات تخصصاتهم كما ذكر زملائهم في حوارات تجدونها ها هنا في هذا العدد من الطليعه والذي يزيدنا حيره ان الاساتذه هم نفس الاساتذه وهم نفسهم من خرج العشرات بل المئات من المبدعين فهل قل حماسهم ام هرموا وشغلهم المعاش ومكابدت الحياة كما ذكر احد المخضرمين من اساتذة الموسيقي ام احبطهم اضعاف الطلاب اكادميا وثقافيا وفكريا  في المراحل الاساسيه والمتقدمه كما قصدت الدوله بتغيير المنهج وسحب بعض المواد المهمه والاساسيه مثل علم النفس وعلوم الاجتماع والتربيه الوطنيه والفلسفه واهم اعلامها.. هنالك من يقول ان المشكله تكمن في الطلاب انفسهم بمعنى انهم ليس جزء من المشهد الثقافي اصحاب تأثير فيه بحيث تعود الكليه مركزا إشعاعيا ومنطقة جذب كما كانت في السابق ومن هنا نستنتج ابعاد وابتعاد الطلاب من المهرجانات والفعاليات الثقافيه والفكريه والسياسيه ومحدودية ادوارهم وهذا نقيض ديدن الاجيال السابقه التي كانت رموزا في الحراك الثقافي اذن كانت هناك فرق ومجموعات تعمل في اثناء العام الدراسي وفي فترات الاجازات مجمعه الكثير من الحب والتقدير لاساتذتها وطلابها وهذا ما خلق روابط وصداقات تعتز وتفرح لتدفق دفعات وكوادر جديده للحياة الثقافيه والفكريه من هذه المؤسسه لهذا هي تترك كل اشغالها ومصالحها وهمومها وتجيؤ وهي مشحونه بالاشواق لحضور هذه الغعاليات.. وذهب آخريين الي القول ان هذا لم يكن دافعا في انضاج تجارب الطلاب فحسب بل كان دافعا لهم في خلق صلات وعلاقات امتن مع الصحافه وكافه اجهزة الاتصال لتقديم انفسهم فكان لهم مروجون في اجهزة الاعلام  وجمهورا واعلاما يحتفي بهم ويتابع تجاربهم .. فقد ذكر ابراهيم كومك في حوار تجدونه هنا ان الكليه تملك الطلاب رؤوس خيوط كافيه للتسلق لمن اجتهد واعطى واخذ ..كما علل البعض غياب الثقه الي قلة التدريبات وتطبيقات العمليه وقد لاحظنا ان المتميزيين في المشهد الثقافي من الخرجيين كانوا اعضاء جماعات وجمعيات ثقافيه ومحزبين في احزاب تقدميه ثورية ولم يحصروا انفسهم في المقررات وانما لهم تجاربهم وقد بذلوا الكثير من الجهد والوقت وكانوا حضورا في كل السمنارات والورش والقوافل والرحلات الجاده حيث يتوفروا على تدريبات وتقديم عروض واوراق لجمهور حي وهم مازالوا طلابا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق