الأحد، 21 مايو 2017

عرافة السياسة القذرة ...يوسف احمد

عرافة السياسة القذرة
كتب يوسف ارسطو
فليم العرافة المصري الذي قدمته قناة (روتنا كلاسيكي) مساء امس الاحد 15-12- 2013 وشارك في بطولته الممثلة (مديحه كامل) في شخصية الطالبة الهاربة من الاجهزة القمعية للنظام، والممثل (جميل راتب ) في شخصية رجل امن النظام الذى يعتقل من شاء وبدون اجراءات نيابة ومحضر بحجة حماية الثورة، والممثل (شوقي شامخ) في شخصية ضابط البوليس ورجل القانون والمطالب بعدم الاعتقالات بدون ادلة وبواسطة و كيل نيابة ،والممثل (حسن الشبلي )ابن الريف  والطالب المبتعد من السياسة خوفا علي مستقبله، وآخرين لعبوا ادوار مهمة منهم شخصية العجوز العرافة التي تظهر لبطل الفلم اكثر من ثلاثة مرات متنبئة ومحذرة  (من انة ساير في بحر الدم) ، ليختم الفليم بتحقيق نبوتها بموت كل ابطال الفلم رغم مواقفهم الوطنية والإنسانية النبيلة ويبقي رجل الامن حامي النظام والثورة التي  قتلت كل ما هو وطني ويستمر الفساد وانحدار الوطن الي الهاوية بتقتيل طلائع الشعب ومثقفيه حيث وصف الناقد السينمائى(محمد قاسم)هذا النوع من الافلام بأنه( نوع افلام عده سعت الى إثبات فساد النظام السياسي الحاكم وحاشيته) وان كان فليم العرافة قدم  معالجة لبطش رجالات الامن مع خصوم الثورة في عهد جمال عبد الناصر و يمكن لمتتبع الفليم ان يفهم رغم ان موضوعه قد عولج كثيرا إلا ان التناول والمعالجة في هذا الفليم قد نفذت وتعمقت في الموضوع في اكثر من جانب واحتمال ارسال بعض الرسائل السلبية والخاطئة  فالقول بتأثير السياسي في كل مناحي الحياة صحيح لكن ان يهزم ويقتل كل من يناضل ويتبنى موقفا وطنيا وأخلاقيا نتيجة لفساد رجال الامن يمكن ان ينفر الكثير من الشباب من المساهمة حتى لو من بعيد في النقاشات  لما يدور في اوطانهم وهذه الحاله شبيه بل مطابقة لعزوف الكثير من الشباب من التنظيم والانخراط  في ميادين السياسة في الجامعات السودانية وشباب ألاحيا والريف البعيد، هذا ما عنيناه بالرسائل الخاطئة رغم ان غرض الفليم فضح فساد الاجهزة الامنية او ادعياء حماية الثورة والنظام وتفنيد الكثير من اكاذيبهم وحججهم واتهاماتهم الباطلة لمعارضي الثورة المنحرفة باستشراء الفساد والزيف  والتسلط والدكتاتورية وقمع الشعب إلا ان الاهم ان الفليم قد عرض المشكل  ليضع للمشاهد مساحة للتفكير في حلول للمسالة فالسياسة هي مؤثرة في شتى مناحى حياتنا ولا احد بمنئي منها . فزيادة الاسعار سياسة ،وركوب المواصلات سياسة ،وقفة الملاح سياسة، وتجهيل الناس وتخويفهم ونبذ السياسة سياسة، فإذا لم نقرر فيها وغفلنا سوف يأتي من يقرر نيابة عنا وان طالبنا بحريتنا وحقوقنا فلكل ثمنه وتضحياته فالحقيقة التى يعلمها الجميع ان خلف كل دكتاتور وجلاد ألاف السدنة و الارزقية ، ومن عمت مصالحهم ضمائرهم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق