الخميس، 18 مايو 2017

فلسفة الورشة ...يوسف أرسطو

فلسفة الورشة
نشرت هذه الماده في صحيفة الخبر2006والاخبار2013
كتب يوسف ارسطو
توطئة :
الورشة منهج تبنته جماعة مسرح السودان الواحد بغرض إعادة تأسيس الدراما السودانية عن طريق البحث العلمي الجماعي وإيماناً منا بنظام البحث السريع بالمشاركة لان الجماعة في الاصل تعني المشاركة في التفكير والعمل وهذا يعني الورشة نفسها.
فقد تحمسنا و اقتنعنا بأن هذا النظام " الورشة " يمكن ان يقود لتحقيق المنشود لأنه وليد الجماعة ’بان الجماعة لديها القدرة لتراكم الكم وهو بالضرورة يؤدي لتراكم الكيف ’لا يختلف اثنان بان الجماعة لا تتفق إلا علي الراجح والمحتمل صوابه
لذا جاء ترتيب هذه الورقة الاولي من حيث التبويب لمشروع كبير تقدما بيه للسيد "إغنو" مدير المناشط بالمركز الثقافي الفرنسي في بدايات  2004 م وهو إقامة عشرة ورش مسرحية بغرض إنتاج مائة دراسة وعشرة عروض موازية تتطور الدراسات بالنقد ونقد النقد لتمثل اساس نظري للدراما السودانية فرفض لأنه كان يري ان المشروع كبير ويحتاج مجهود ورغبة الدولة ولكننا اقنعناه ساعتها بأننا الدولة فوافق شريطة ايجاد شركاء وطنيين على ان نبدأ بالورشة الاولي التي قررنا حينها ان تتدارس عشرة ورقات ، وتنطبق علي عرض ومشاهد حيث كان تاريخ الورشة 4 – 14/7/2004 م وقدم نتاج للورشة العملية عرضنا تتوج الملك وبعض المشاهد من اعمال سودانية في يوم 26/9/2004م وقد. اقترح كل من الموسيقي الاستاذ عاطف صالح والناقد علي محمد سعيد ان تقام جماعة تتبنى هذا المشروع وقد اتفقنا حينا علي قيام الجماعة دون تحديد اسمها وقد سميت بجماعة مسرح السودان الواحد بعد مداولات ونقاشات حادة في كون الاسم قد يدل او يوحي بنزوعه تجاه فرض نفسه كتيار واسع كالغابة والصحراء أو السود انويه دون ان يسبقه تشخيص وتمحيص علل تلكم الاتجاهات وما يميزه و اهمية وجوده
يوسف احمد عبد الباقي
مشرف ورشة التمثيل الصامت والرقص
ع/ جماعة مسرح السودان الواحد
الاحد 16/10/2005م

فلسفة الورشة :
الفلسفة " لفظة مشتق من اليونانية ومعناها محبة الحكمة وتطلق علي العلم بحقائق الاشياء والعمل بما هو أصلح" وقد عرفها ارسطو بأنها :" العلم بالأسباب القصوى لأي موضوع " ، وعرفها ابن سيناء تعريفا اختلف في السياق ولكنه يحمل نفس المعني الذي ذهب اليه ارسطو :" أنها الوقوف علي حقائق الاشياء كلها علي قدر ما يمكن للانسان ان يقف عليه "
هذا بالطبع ما قصدناه بفلسفة الورشة وما نهدف اليه من هذه الدراسة المتواضعة الالمام بمعني الورشة والإجابة عن التساؤلات عن ماهية الورشة ؟ وما يمكننا عمله فيها ؟ و ما هي الدوافع التي حتمت اهتمامنا بها الي هذا الحد ؟
وما نقصد بكلمة ورشة " مطلق ورشة " ومن ثم ندلف الي الورشة المسرحية المتعارف عليها بين الكثير من الاكاديميين المسرحيين  بالمعمل المسرحي، كونها اداة للفحص والتدقيق في عناصر الفن المسرحي علي حسب موضوع الورشة المحددة كما هو الحال في ورشتنا هذه والتي قصدنا ان يكون موضوعها الرقص والتمثيل الصامت ، ولكن لابد قبل ذلك ان نرجع قليلاً الي المفاهيم الشعبية لشيوع استخدام كلمة ورشة بين العامة بل انها من المفردات المعروفة في شتي بقاع السودان والتي تعني ثلاث معاني لا اكثر ولا اقل:-
1. مكان ترميم وصيانة الاعطاب أو تغييرها ، وهذه اكثر وضوحاً في ورش الميكانيكا وكهرباء السيارات.
2. مكان تصنيع اغراض جديدة ، وهو في السودان ودول العالم اكثر شيوعاً في الخشب منه في الحديد لارتباط صناعة الحديد بتكنولوجيا اكثر تعقيداً أو ربما لتوفر الاخشاب بسهولة.
3. مكان تركيب وتجميع حيث يتم استيراد اجزاء السيارات وينحصر دور الورشة في التركيب فقط وهذا خلافاً للترميم أو التصنيع للإغراض الجديدة مع العلم ان هناك كثيراً من الورش المتحركة كتلكم التي يعمل بها مهندسو وعمال الآبار الارتوازية والمنقبين عن البترول وصناع الجسور .
4. حيث يرتبط عملها بالتنقل والعمل في مناطق مختلفة ولا استبعد ان يكون بعضكم قد رأي بعضاً منها ، وإذا ما حاولنا ان نربط بين هذه المعاني والمعني الذي نقصده بالورشة المسرحية ، لوجدنا تقارباً كبيراً بين المعنيين رغم اختلاف الاوساط وموضوعات العمل في كل من الورشتين ، حيث ينصب عمل الورشة المسرحية بفهم المسرح وتطوير عملية الاداء في حين يتشعب عمل الورش الصناعية ، ولفهم ما نرمي اليه راجع المخطط ادناه وهو محاولة لإجراء مقارنة بين الورشتين بغرض توسيع نطاق الفهم.

مطلق ورشة -الورشة الصناعية -الورشة المسرحية
المدربين مختصون اكاديميون أو بالخبرات التراكمية بالموضوع المحدد-
 يقوم بالعمل فيها المهندسون والعمال المختصون في الصنعة المحددة
 يقوم بالتدريب فيها الأكاديميون او اصحاب خبرات كبيرة في الموضوع المحدد
موضوعات العمل " حق العمل" المستهدفون : مواد مثل الخشب والحديد ... الخ المستهدفون افراد تشارك في الموضوع بغرض تطوير ذواتهم عملية الاداء" مسرحيون "
الوسائل المستخدمة ادوات " خبرة بالأدوات-" محاضرات تدريبات عملية ، نقاش لرؤى ما ، مشاهدات ، اوراق علمية سمنارات ... الخ
الاهداف التصميم أو الترميم ، الصناعة ، التركيب رفع الكفاءة في مستويات الاداء العملي وفهمه وتنمية القدرات الذهنية والجسدية

ولكن قبل ان نبحث عن معني الورشة في القواميس والمعاجم اللغوية نحاول في هذه السطور ان نثبت انها طريقة عملية في العمل والحصول علي الحقائق وهي مرادف للعلم والمعرفة في معناهما العام.
فالعلم يستهدف المعرفة او الوصول الي الحقائق ، ويستخدم مناهج للبحث ، الورشة في معناها العام تقصد المعرفة أو الوصول الي نتائج وتستخدم منهجاً وتهتم في الغالب بموضوع واحد في حين تشمل عمليات العلم الاساسية للتفكير والملاحظة والتصنيف والقياس .. الخ
اذا فهي تعتمد علي نفس المباد العلمية فالغرض في كليهما الكشف عن العلاقات الضرورية بين ظواهر الاشياء وهي غاية نظرية ، فالورشة تتقيد بالنتائج العملية ، وهي في جانب كبير منها معرفة جزئية باعتبار اكثر اهتماماتها في موضوع محدد في حين ان العلم يتطلع للبحث الكلي.
ونرجع للقواميس والمعاجم في اللغات المختلفة لمعرفة مدلول كلمة ورشة.
جاءت في معجم الكامل الوسيط وهو قاموس فرنسي عربي كلمة Atelier بمعني مشغل وهو مصطلح شائع في مناطق شمال افريقيا " المغرب تونس الجزائر " بمعني الورشة ، فالمشغل المسرحي يعني الورشة المسرحية كما تعني ايضاً في نفس القاموس مرسم ، وهو المكان الذي يعد فيه الرسام لوحاته او محترف ، كأنما هو مكان للتجريد ، والاحتراف ، وهذا يقارب كثيراً مما نقصده بالورشة المسرحية ، حيث انها مكان التدريبات ،وهذا يسبق عملية الاحتراف وقد عرفت في موقع " بالانترنت " بأنها تدريس او تحضير للامتحان ، وهذا شبيه عندنا بالكورس المكثف.
وعرفت في قاموس long man وهو معجم انجليزى كما يلي:
A meeting at which people try to improve their skills by discussing their experiences and doing practical exercises
ونجد ان قاموس السعادة هو معجم انجليزى عربي لم يذهب صاحبه بعيداً في شرحه للمفردة work shop وهي عنده شغل – كد – عمل – او معمل ، ولا اعتقد اننا عنينا اكثر من ذلك.
اما فيما يتعلق بالورشة المسرحية فالأقوال تتضارب في من ابتدعها اول مرة مع ان الكل يؤمن بأنه عمل في تطوير حقل المسرح أو التمثيل او الاخراج والكتابات للمسرح وفيه. لأن هناك ورش تهتم بهذه المناحي وفي تصورنا ان نقيم ورشة تعنى بالكتابة بأنواعها "المقال المسرحية , القصة القصيرة ,الرواية ....الخ ".
وفيما يتعلق بتاريخ الورشة المسرحية ذكر كمال عيدي كتابه المعمل المسرحي ان فكرة المعمل المسرحي فكرة قديمة في اوربا ابتدعها قسطن طين سرجيا فيتش , استانسلافسكي 1883-1938 م حيث كان يرى ان اداء الممثلين في ذلك العهد عبارة عن اكليشهات " قوالب جامدة " وصراخا ومبالغة في الالقاء اقرب الى الخطابة فحاول وكان ان صاغ نظرية متكاملة تمثل وجهة نظره في الطريق الامثل لإعداد الممثل .
والحق ان معظم المهتمين بمشكلة الاداء يجزمون ان منهجه يعد العمود الفقري لنظريات ومناهج اعداد الممثل ولكن من الملاحظ ان مفهوم المعمل المسرحي كما عند ستانسلافسكي  وجروتوفكسي , و اسدتيو الممثلين وغيرها من المعامل الكبرى قد تجاوز مفهوم المعمل المسرحي بمعناه الضيق وذلك لأنها اضحت نظرية بمعنى ان التدريبات والمادة النظرية قد اكتملت مما يستدعي اعادة اكتشافها والتحقق منها عدة مرات .
ولا اظن ان ايا من المهتمين يقول غير ذلك وربما القول ان الورشة المسرحية في مفهومها تأخذ حيزا ضيقا لا يخرج عن القول بانها مبادئ تجريبية مستفيدة من خبرات سابقة وفي نفس الاتجاه يقول الاستاذ عادل الحربي " لعل جان ليتلود هي اول من ابتكر تسمية الورشة المسرحية و ادخلت مفهوم الورشة كإطار معملي لتطوير فن الممثل .
ونكتفي بهذا القدر عن مفهوم الورشة وتاريخ نشأتها ونلج لعمل مقارنة مبسطة بين المعمل المسرحي الاكاديمي المتعارف عليه بالأكاديميات المتخصصة والمعتمد كجزء من المنهج في كثير من الكليات ومعاهد الفنون والورشة المسرحية .

المعمل المسرحي المعترف به -الورشة المسرحية
التعريف نظرية لديها منهج تم اثبات صحة نتائجها وينحصر غرض العمل في الحصول على نفس النتائج
 تصور مبدئي وفق منهج يهدف الى اثبات صحة افتراضات يحتمل صحتها على الراجح العمل يأخذ طابعا تجريبيا اعمق قد تمج نتائج ومناهج عدد من المعامل المختلفة
الزمان والمكان المعمل المسرحي في العادة يأخذ زمنا طويلا من الورشة لتطبيقه نظريا وعمليا وأمكنته الاكاديمية المتخصصة والورش طويلة المدى الزمن اقل وربما لم يتجاوز الزمن محاضرة والتي قد تكون نظرية فقط او عملية والتي تشمل على التنظير والعمل ويمكن ان تقام الورشة في اي مكان لا يعترض على قيامها
موضوعات العمل يهتم المعمل بعناصر المسرح مجتمعة وان انصب اهتمامه وتركيزه على عنصر او اكثر مثل جورتوفيسكي الذي يهتم بالممثل اكثر في الغالب تتبنى الورشة عنصرا واحدا من عناصر الفن المسرحي التمثيل مثلا او اهمية الاكسسوار بالنسبة للمثل دون ان تتطرق للعناصر الاخرى .
المستهدفون متخصصون في المسرح ربما تستهدف الورشة تنفيذيين وسياسيين او تربويين بغرض فهم المسرح ودوره في معالجة القضايا الاجتماعية لاستقطاب الدعم والتأييد وغيرها بما فيهم المسرحيين لإغراض مختلفة

ومن ثم نتجه الى الالمام بجذور الورشة كفعل للمشاركة فجذور الورشة كواحدة من نظم التعليم العالمية من المؤكد انها بدأت في اوربا والتي ظهرت فيها انماط تعليم موغلة في القدم مثل نظام البحث السريع بالمشاركة participation learn association ونظام التعليم بالمشاركة . وذلك لأنها كمناهج تشابه كثيرا ما نتبعه هنا بل ان جل فلسفتنا تقوم عليه وذلك لان الفكرة عندهم بان يجتمع ويتحاور مجموعة من المهتمين في موضوع ما "مشكلة" وتتلخص فكرة النظام بان يطرح كل واحد من المشاركين رأيه في الموضوع وما يعترضه من معضلات ومن ثم يستفاد من الآراء المختلفة لتفاوت الخبرات والثقافات وتصاغ مبادئ عامة يمكن او يرجح انتكون هي الخطوط العريضة للمشكلة والملاحظ ان دور المعلم بالطريقة التقليدية ينتفي ويبقى ان الكل قد شارك في التعريف والتعرف بالمشكلة وشارك بتفكيره في حلها وهي مشاركة في الالمام بالموضوع وبحثه لذا يسمى هذا النظام بنظام التعليم او البحث بالمشاركة وهذا ما نتبعه في اغلب الورش تقريبا .
ونجد ان هذا النمط هو النموذج الافضل حتى في طرق التعليم الحديثة حيث انتفى دور الملقن والتلقين وهو المنهج مع المشتغلين بالابتكار والإبداع حيث يصبح المشارك متلقي وبدلاً من أن يقهم يحفظ ولا فتقل خاصية الابداع عنده هذا اذا لم تنتفي ، ولاستيعاب هذه الطريقة راجع المخطط ادناه:
نظام التعليم التلقيني- نظام التعليم بالمشاركة
يوجد محاضر أو استاذ " ملقن " يلقن مادته عن ظهر قلب
 قد يوجد من يطرح الموضوع وقد يكون مختصاً وملماً بإطرافه لكنه يستمع ويطلب ويناقش ويقود الاخرين للوصول للحقائق
المطلوب من المشاركين الحفظ في الغالب واستيعاب رأي الملقن المطلوب من المشاركين الفهم لإبداء ارائهم ومناقشة الاخرين للوصول للحقائق
وصف بالو فرايري هذا النظام بالنظام البنكي حيث يطلب من الدارس حفظ المادة " بنك" واستعادتها في الامتحان أو متي ما طلب منه ذلك ، والتي تمثل رأي الملقن يطلب من المشاركين تكوين رأي اعمال الفكر بغرض فهم مادة الدرس وصياغتها بأفكارهم التي تمثل قناعتهم
هذا المنهج ينتج المستلبين فكرياً والمعبرين عن قناعان ملقنيهم هذا المنهج ينتج المفكرين والمبدعين وأصحاب الرؤى الحرة

الورشة وتدريبات المهن :
يمكن تصنيف الورشة كواحدة من التدريبات المهنية اي تلكم التي يتعارف عليها بالتدريب المهني وهي " تعليم منظم ومحدد ومبرمج لإكساب المتدرب قدرات علي اداء عمل معين أو لرفع كفاءته فيه " ويكون تدريب لمن يريد بدء عمل ما أو الاشتغال بمهنة معينة كما يكون لمن يعمل بالفعل بغرض رفع كفاءته في عملها وإكسابه مهارات جديدة لازمة لتطوير العمل واستخدام اساليب جديدة.
اما عن وظيفة الورشة المسرحية وأهميتها فقد ذكر عادل حربي :" ان الفوائد الحقيقة للورشة المسرحية تكمن في اعماق التدريبات والتمارين العملية التي تضع الممثل تحت نظام تمرينات جسدية ووجدانية وعقلية " وإذا كان ثمة تعليق لدينا فهو انه قد حدد بالضبط ما نود ان نصل اليه فيما يتعلق بأهمية الورشة وما يمكننا قوله هو ان نؤكد ما ذكر ونشدد اكثر علي كلمة " عقلية " لأن العقل هو الذي يحدد المبادي الاخري كلها فهو " مبدأ المعرفة والتجربة العملية " وفي ذلك لابد من الرجوع الي ما صاغه هيجل " بان المعرفة كلها عقلية فليست ثمة قيمة سوي العقل اما الاحساس والوجدان فليس إلا ضرباً من ضروب النشاط العقلي ، فالعقل هو الذي يدرك اداكاً حسياً وهو الذي يتخيل ويصور ويرغب ويريد".
وسترسل هيقل في هذا الموضوع اى موضوع العقل (وهذا يقودنا الي الغوص في حياته الداخلية العليا وهي الفكر بأعمق لأنه مبدأه لان ظاهرة الوعي وهي الظاهرة الانسانية الاصلية لا تظهر اول امرها في صور الفكر وإنما هي صور ادراك حسي او تصوير ذهني ") وبالرجوع للمعمل المسرحي يمكن ان نجد شروطاً اكثر وضوحاً (اذ ان التمثيل عندهم اشارات لصور عميقة عن طريق التداعي مخزونة في اللاوعي والخيال).
ورغم ان القول بالعقل المحض او الخالص لا نأخذ به كلياً باعتباره ان المعرفة كلها مصدرها العقل المحض وهذا ايغالاً في المثالية بمعناها الفلسفي ، وهو ما يقودنا تارة اخري الي الي الدفع لمعرفة بمعناها العملي والنظري وهذا يعني ان يكون الممثل ملماً يشتي ضروب المعرفة.
ونخلص الي ان فلسفة الورشة تصور ومقصد كبير جداً ربما لم يداعب خيال ايا منكم وهو من جهة نظرنا محاولة لوضع حل امثل لما يعرف بمشكلة التمثيل في السودان تبدأ بدراسات مصغرة نبحث فيما يخص الوعي بجسد الممثل كعلامة بغرض التوظيف تتطور بالنقد ونقد النقد الي كتابات اكثر تعمقاً فيما يخص الاداء وعناصره الاخري وبالتالي تتحول كل دراسة في هذه الورشة والورش القادمة الي عدة دراسات تجمع في كتاب واحد مع اوراق اخري تمثل كلها دراسات تطبيقية تبحث في التمثيل كغاية ، اي كيفية التمثيل . او ان يكون هدف العضو اتقان التمثيل وفي الاتجاه الاخر تجمع دراسات اخري الي الجوانب المؤثرة في التمثيل ويدخل في ذلك استخدام التمثيل كوسيلة اي لماذا نمثل وتستهدف الورشة الدراما بمعناها الواسع اي اشكالاتها وهذا امتداد لخط طليعي تنويري تكاتفت كل التيارات البرجماتية " النفعية " لأفوله.
اذن ان فلسفة الورشة المسرحية " مشروع اذا اردنا ان نقف علي اسبابها حقائقها كلها ما هي ألا رؤية نقدية وعملية متكاملة لواقع الدراما ووجودالشخصية السودانية ورؤيتها للكون في هذا فالباقي يتبع.ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق